سلسلة: تبصرة وذكرى...معذرةً إلى ربكم

مدخل:
ألا يا باغي الخير أقبل على ما ينفعك...ابحث عن الحق فإنه ضالتك ...
أينما وجدته فأقبل عليه وتلَّقفه وعضَّ عليه بالنواجذ فإنه عزُّك وفلاحك...ويا باغي الشر رويدك ...رويدك يا من تجاهلت الحق حتى جهلته...
رويدك يا من فرحت بما عندك من علم ...رويدك يا من ضيّقت على نفسك وجعلت أَخْذ علمك ودينك من مشكاة محددة...
رويدك يا من أُشربت الإسراع في نقد كل ما لم تألفه ،وما لم يقل به شيخك أو لم تتبناه جماعتك...
رويدك يا من غرَّه بالله الغرور ...
لعلك يا هذا تكون قد رفضت الحق ورددته وأنت مخدوع بما أمامك من السراب وجبال الزبد...احذر- يا هذا- أن تكون جندياً للشيطان يستعملك في الصَّدِّ عن سبيل الله وأنت تحسب أنك من المحسنين ...
يا هذا... روِّض نفسك على قبول الحق مِن مَن أسداه إليك...أو تدري ما الحق؟...
الحق هو العلم المؤيد بالدليل من الكتاب والسنة...
فأينما وجدته فخذه ولو لم تعرف المصدر الذي أوصله إليك ...
فالحق لا يُعرَف بالرجال...
اعرف الحق تعرف أهله ...
كن ... يا هذا...مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر ولا تكن عكس ذلك...
هذا المكتوب كتبه مسلم من عامّة المسلمين ... لا يدَّعي لنفسه العصمة وما ينبغي له...
اقرأه بتمعُّن وتمهُّل ... لا تضع في مخيلتك حكماً مسبقاً عليه ...
واعلم أنك مسئول بين يدي الحكم العدل ... فاتق الله واعدل ...
ما أصاب فيه فمن فضل الله جل وعلا عليه...
وما أخطأ فيه فمن نفسه ومن الشيطان...
فما كان من حق فليس لك خيار إلا الإيمان به والعمل على وفقه...
وما كان من خطأ فلا تأبه به بل اضرب به عرض الحائط ...
واهد إليَّ عيوبي ... ولا تُعِنِ علي الشيطان. ستجد في هذا المكتوب أقوالاً كثيرة لبعض العلماء ...ما أوردتها استدلالاً بها ...
بل أوردتها لأنها توافق الحق ...
فكل عالم بهذا الدين – دون النبي"صلى الله عليه وسلم"- يستدل لقوله ولا يستدلُّ به ...
وعليك بتوقير علماء أهل السنة ...
أما أهل البدعة فليسوا بشيء...
والأصل عندنا هجر أهل البدعة وعدم الأخذ منهم إلا عند الضرورة ...
وبالطبع يؤخذ منهم ما وافقوا فيه الحق.أسأل الله ربي أن يجنبني وإياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن ...
وأن يجعلني وإياكم من جنده الذين يعزّ بهم دينه ويعلي بهم كلمته في الأرض ...
وأن يرزقنا وإياكم علماً نافعاً ...
ونعوذ به من علم لا ينفع... إن ربي على ما يشاء قدير.
إعداد : أبو محمد الأنصاري