ومن أهم قادتها سيحان بن صحوان أحد قادة
الخليفة أبي بكر في حروب الردة، وقرط بن جماح من قادة الفتوح في عهد عمر بن
الخطاب، وحكيم بن جبلة من قادة الخليفة عثمان بن عفان في الهند. ووقفت عبد
قيس مع الخليفة علي بن أبي طالب في معارك صفين والجمل، وفي عهد الأمويين
شاركت في فتح الهند، ومن قادتها هناك: الحارث بن مرة، والمنذر بن الجارود،
وشارك المغيرة بن أبي بردة مع موسى بن نصير في فتح الأندلس وصقلية. وكان
علي بن حبيب العبد قيس عاملا ليزيد بن عبد الملك في السند. ومن ولاة الدولة
الإسلامية من عبد قيس أيضا: مالك بن المنذر، ومحمد بن حجر بن قيس، وبشر بن
سلام، ومحمد بن جراح، والهيثم بن منخل، وزيد بن صحوان، وسوار بن همام،
وغيرهم كثير جدا.
بنو خالد: تعود جذور هذه القبيلة إلى آلاف السنين، وقد سماها اليونان
"خولدتايه"، وقد انتشرت في الجزيرة والحجاز والعراق والشام وجنوب تركيا،
وكان لها دور سياسي مهم في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين،
ودخلت في سلسلة صراعات طويلة مع الدولة العثمانية، وانتزعت حكم الأحساء،
كما دخلت في نزاع مع آل سعود في الربع الأخير من القرن الثامن عشر.
قبائل شمر: استوطنت قبائل شمر شمال الجزيرة العربية، وهي من قبائل اليمن،
وقد بدأت الهجرة إلى العراق في القرن السادس عشر الميلادي، ثم انتقلت
رئاستها التي تعود إلى سالم الجربا في القرن الثالث عشر الميلادي في نهاية
القرن الثامن عشر الميلادي عندما رحل الشيخ مطلق بن مقرن عام 1791 بعد
هزيمة شمر أمام قبائل عنزة الوهابية. وأسس الشيخ مطلق في العراق بدعم من
الدولة العثمانية وبالتعاون مع والي عكا القائد أحمد باشا الجزار، مجموعات
قبلية رعوية وزراعية مستقرة تحمي طرق الحج والقوافل التجارية وتشارك في
الحملات العسكرية.
وكانت قبائل شمر شبه دولة ذات حكم ذاتي ترسل مندوبين إلى الدولة العثمانية
في إسطنبول وتتعامل معها الدول الأخرى كدولة ذات سيادة، وازدهرت هذه
القبائل في القرن التاسع عشر، وكان من أهم قادتها فارس أخو مطلق ثم ابنه
صفوق، ثم فرحان بن صفوق وأخوه عبد الكريم الذي أعدمته السلطات العثمانية
عام 1871.