بسم الله الرحمن الرحيم
الفوضوية والتفكك الاسرى
الأسرة هى نواة المجتمع بصلاحها يصلح المجتمع و بفسادها يفسد المجتمع بالكامل
فالتفكك الاسرىهو بداية فساد الاسرة و منة بداية فساد المجتمع فالأسرة هي اللبنة الأولى وهي نواة المجتمع إن صلحت الأسر صلح المجتمع والذي يتكون من العديد من الأسر
ان تركِ العمل المطلوب كترك الذكر اليومي ، أو تركِ قراءةِ القرآن ، أو تركِ الدعوة أو ترك صلاةِ الجماعة أو ترك السننِ الرواتب . ومحاسبة النفس في هذا النوعِ يكون بإكمالِ النقص وإصلاح الخطأ ، والمسارعةِ في الخيرات وترك النواهي والمنكرات ، والتوبةِ منها ، والإكثارُ من الاستغفار ، ومراقبةُ اللهِ عز وجل ومحاسبة القلب والعمل على سلامتِه ومحاسبةُ اللسان فيمـا قالَه وعمله ، وإشغالِه إما بالخيرِ أو بالصمت ، وكذلك يكونُ بمحاسبة العين فيما نظرت ، فيطلقها في الحلالِ ويَغُضُّها عن الحرام ، وبمحاسبة الأُذن ما الذي سَمِعته ، وهكذا جميعِ الجوارح . وعدم الإقبالِ على ربِ السماوات ورب الأرض رب العرش العظيم .
كل هذا يسبب الفوضوية والتفكك الاسرى و تسلط الشيطانُ الذي دعا إلى المعصية ، وحذّر من الطاعة ، وزينَ الباطل ، وثبطّ عن العَملِ الصالح وصدّ عنه . وبتركِ محاسبة النفس تمكنت الغفلةُ من الاسرة ،
اما إذا سلك الزوجان طريق نبيهما (صلى الله عليه وسلم) واقتديا بهديه صارت الاسرةأسعد الأسر وأقوى العائلات وأهنأ البشر
إن الحياة الاسرية الهانئة مطلب ملح، لأن شطري الاسرة: زوجا وزوجة يتقاسمان معا حلو الحياة ومرها، وضرائها وسرائها، سعادتها وشقاءها، آلامها وآمالها،
(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)، إن غاية الحياة الزوجية وهدف أهدافها هو تحقيق معنى السكن على شمول معناه وكمال مبناه، سكن نفسي، وسكن روحي، وسكن ثقافي وسكن اجتماعي بالاضافة الى السكن المادي العاطفي، والجناحان اللذان يطيران به الى هذه الغاية هما المودة والرحمة، ومن ثم فالأمر بحاجة الى احسان تأمل وكريم تفكر للوصول الى تلكم المقاصد النبيلة والمعاني الجليلة.
عدم الوعي الكافي بمهمة الزوجة في بيتها حيث نراها لا تقيم وزنا لمتطلبات بيتها، ولا تسعى في سبيل إرواء زوجها وتلبية مطالبه الشخصية والعاطفية مما يجعله يتطلع خارج بيته ليحقق مآربه التي افتقدها في بيته، وذلك ينعكس سلبا على قضية الترابط الأسري ويمسي سهما موجها الى فؤاده يدميه ويحزنه، ويهزه ويضعفه.
عدم اتساع صدر أحد الزوجين وانتظاره او التماسه لهفوات الآخر وتعداد أخطائه ورصد حركاته وأنفاسه، وهو أمر نلمسه كثيرا في كثير من البيوتات حتى اولئك الذين يزعمون أنهم قد خطوات واسعة في دنيا العلم وساحات التخصص اذ يطبقون ما تعلموه، ويتمثلون ما درجوا عليه من شدة النظام وقسوة المسلك على حياتهم الأسرية ولا يدعون مجالا لعاطفة رقيقة او مشاعر مرهفة، أو نظرة رحمة فيظل البيت متربصا ببعضه، غير ملتمس عذرا او واضعا لعفو محلا، وقديما قال شاعرنا: من ذا الذي ترضى سجاياه كلها.
عدم اهتمام كلا الزوجين بمسألة التزين والتطيب لنصفه الآخر، ولا يكاد يتذكر ذلك الا عند خروجه من بيته لعمله او تزينه لمناسبة خارج بيته، اما بيته فيجلس فيه عابس الوجه مقطب الجبين سليط اللسان عاري القلب من المشاعر ساكن اللسان عن الكلام، وكذا الزوجة لا تعتني بشخصها ملبسا وتطيبا وحسن منظر وجميل هيئة، على الرغم من أن ذلك امر فطري وشرعي، وقد قال الرسول العظيم ـ صلى الله عليه وسلم ـ
خير متاع الدنيا المرأة الصالحة ان نظر اليها زوجها سرته ، وان امرها اطاعته ، وان غاب عنها حفظته في ماله ونفسها)، وكان ابن عباس يقول :اني احب ان اتزين لزوجتي كما أحب ان تتزين لي).
هذه المشكلة موجودة بكثرة في المدن ولكن ما يؤلم القلب أن تتواجد هذه المشكلة في القرى التي تعتبر في الماضي كيان واحد متماسك
وقد انتشرت ظاهرة التفكك الأسري بالمجتمعات العربية والإسلامية ووصلت إلى درجة خطيرة مما ترتب عليها نتائج وانعكاسات سلبية وخيمة على الأسر (الازواج والأولاد) وكثرة حالات الطلاق وترك الاولاد البيوت والسهر الى طلوع الفجر خارج البيوت وتأثر المجتمع فى جميع النواحي الاجتماعية والأمنية والنفسية.. وهذا ما يتطلب من جميع مكونات المجتمع التدخل وتضافر
الجهود والتعاون من أجل إنقاذ الأسر من كل أشكال التصدع والتفكك والضياع وحفظ المجتمع من عدم الاستقرار والأمن والعنف والعدوان
الهدية واثرها
ان التهادي بين الزوجين غاية والسبيل اليها هو تقديم الهدية مع صادق بسمة وجميل لفظ وحلو حديث وارتسامة فرحة. ان التهادي ضرورة لتسير دفة الحياة سيرها الهانئ الكريم
ونذكر الرجل و المراة قول الرسول علية الصلاة و السلام( كلكم راع و كلكم مسؤل عن رعيتة............... الحديث.)
العلاج والوقاية من هذة الظاهرة
إن سبل وأساليب وقاية أسرنا وعلاجها من مثل هذه الامراض والاشكاليات المستعصية كثيرة ومتعددة يمكن أن نورد بعض أهمها في السطور التالية:
1-على الرجل أن يحسن الاختيار بشريكة حياته ولا يرضى بمن تجبر عليه حتى تسير الأسرة بكل سعادة بعيدا عن التفكك والانفصال الذي له الأثر البالغ بالتشرد والضياع
ضرورة تمسك الأسر بالقيم والتعاليم الإسلامية المستمدة من الكتاب والسنة
2- مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا ، كتاب الله وسنتي.
3- وجوب قيام العلاقة الزوجية على التفاهم والحوار والاحترام المتبادل والتعاون من أجل بناء أسرة متينة وقوية.
4- ضرورة قيام الأم بواجب تربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة دينية صحيحة
وتوجيههم ونصحههم تفاديا لكل أشكال التفكك والتصدع والنزاع بين الأبناء والفشل الدراسي والانحراف الأخلاقي والسلوكي..
وقد ركز ديننا الإسلامي الحنيف على أهمية التفاهم واحترام الآراء بين الزوجين لبناء أسرة قوية وسعيدة تقوم بدورها الايجابي البناء في المجتمع