احتفلت مؤسسة اليتيم التنموية اليوم الأربعاء بحفل تخرج الدفعة الثامنة من مركز رئيس الجمهورية لرعاية وتأهيل الأيتام وذلك ضمن فعاليات المنتدى العالمي الثالث لتأهيل اليتيم .
وفي الحفل الذي حضره رئيس الجمهورية/ علي عبدالله صالح أشاد في كلمته بجهود قيادة مركز رعاية وتأهيل اليتيم على حسن الاداء والتنظيم والتطورات الملموسة والمتسارعة في خدمات المركز المختلفة من عام لآخر لشريحة الأيتام ".
وأضاف مخاطباً الأيتام "كلنا نشأنا أيتام وأنا واحد منهم وليس عيباً ان تكونوا أيتاما والمعول أن تكونوا امتداد لآبائكم في صنع الإنجازات والتحولات العظيمة التي لا يصنعها المترفون وأصحاب المراكز التجارية والوكالات والعقارات، ولكن يصنعها أناس ورجالا أحرار مخلصين لهذا الوطن أما المترفين لا يصنعوا أي تحول فهم منشغلين بأنفسهم وللمنجزات صناعها يخلدهم التاريخ "..مضيفاً:" هؤلاء الأيتام ليسوا كما يتصورهم الآخرين بأنهم مطأطئي الرؤوس بل رؤوسهم عالية لأنهم صانعو التحولات فهم القادة وهم من صنع التحولات سواء في وطننا أو في بقية بقاع العالم.
وأضاف رئيس الجمهورية " "يعيش الايتام في وطن الـ22 مايو مرفوعو الرؤوس،وهم من صنعوا التحول منذ فجر الـ 26 من سبتمبر الخالدة وما نشاهده اليوم على الساحة الوطنية من تحولات تنموية واقتصادية واجتماعية وثقافية وديمقراطية، يأتي بفضل تضحيات أولئك الأبطال من شهداء الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر".
من جهته اوضح أمين عام مؤسسة اليتيم – الدكتور حميد زياد" أن المركز اصبح نقطة تحول إستراتيجية لتأهيل الأيتام يعمل على تنمية المواهب والقدرات لمنتسبيه لما يمكنهم من الإسهام الفاعل في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد".
وخاطب رئيس الجمهورية في كلمته بقوله" يا فخامة الرئيس لقد تحقق ما وعدتم به حين قلتم عند إفتتاح المركز وتحديداً قبل خمسة عشر عاما أن الإيتام سيصبحون بناة الوطن خلال فترة وجيزة، فنحن نلمس ذلك اليوم بعد أن تخرج مئات من الايتام في مجالات مختلفة اطباء ، مهندسين ، محاسبين ، اداريين زراعيين".
وأكد زياد على ان تواصل الجهود نحو تحقيق الاهداف خدمة لوطننا وامتنا وان نكون برسالتنا التنموية واهدافنا النبيلة الدرع الحصين الذي يحول دون إنجرار ابنائنا الأيتام وراء الدعوات الهدامة".. مشيراً إلى أن المركز إستفاد من العديد من التجارب في مجال تأهيل الأيتام خاصة التجربة الماليزية".
والقى الداعية محمد النابلسي كلمة الضيوف المشاركين في المنتدى أكد فيها أن كفالة اليتيم تحقق كمال وجود الانسان الذي كرمه الله عزوجل.
واشاد بجهود المؤسسة في دعم ورعاية اليتيم وتبني طاقاتهم وابداعاتهم المختلفة باعتبار ذلك من الأعمال العظيمة عند الله.واعلن في ختام كلمته عن تبرع احد فاعلي الخير بمبلغ 15 الف دولار.
فيما أكد الدكتور صالح السدلان أن عناية اليتيم وتربيته وتعليمية امر مطلوب ومرغوب شرعا .
وأضاف " نحن في هذا اللقاء العظيم الكريم والموفق راينا رئيس الدولة في مقدمة الذين عنوا باليتيم ورعوه وهذا دليل على خيرية هذه الامة وخيرية ولاتها والمسؤولين عنها" .
وفي كلمة الخريجين أشاد الخريج هشام الجماعي بأهمية الدور الذي تطلع به المؤسسة في الأخذ بأيدي الأيتام بتبنيهم من الصغر وتنمية قدراتهم ومداركهم وتوفير الفرص لهم للدراسة في الجامعات وتوفير فرص عمل عبر المشاريع الصغيرة وتحملها أعباء تكاليف الزواج .
ولفت الى ان دعم اليتيم لا يقتصر على الغذاء والكساء والدواء بل لا بد ان يتواصل حتى تثبت القدم وهو ما تقوم به المؤسسة التي قدمت الكثير في سبيل رعاية اليتيم ومنها المدينة الصناعية التي ستعمل على صقل واستغلال الطاقات والمهارات والابداعات بما يسهم في بناء الوطن وتنميته .
ودعا الجماعي الى مواصلة كفالة اليتيم حتى يصبح اليتيم الشخصية المطلوبة التي تأخذ على عاتقها مهام كبار أهمها النهوض بالوطن".
وفي الحفل التكريمي الذي حضره رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني والأخ غير الشقيق للرئيس الأمريكي - مستشار منظمة الدعوة الإسلامية فرع كينيا عبدالملك حسين أوباما وعدد من الوفود الممثلة للجمعيات الخيرية والإنسانية في الدول الشقيقة... قدمت عدد من الفقرات الفنية الانشادية والمسرحية حيث قدمت الفرقة الفنية بمركز رئيس الجمهورية "اوبريت الحلم الأكبر"وانشودة عن اليتيم لزهرات المركز وقصيدة شعرية للدكتور الشاعر عبد الرحمن العشماوي ومسرحية عن اليتيم قدمتها فرقة الروضة الفنية".
تبرعات سخية وكفالة مصانع للأيتام:
واختتم الحفل بقيام رئيس مجلس الوزراء وامين عام المؤسسة ومديرها بتكريم بعض المؤسسات والشخصيات الداعمة،وكذا تكريم أوائل الخريجين من الأيتام بمختلف المجالات.
وفتح باب التبرع لصالح الأيتام والمدينة الصناعية حيث أعلن رجل الاعمال السعودي صالح بابكر عن تكفله بمصنع الحدادة بمبلغ( 100 الف دولار)فيما أعلن ابناء المرحوم الكبوس عن تبرعهم بتكفل مصنع الذهب".
وأعلن وفد دولة الكويت وهن من النساء عن تبرعهن بمبلغ 27 الف دولار لمركز الفتاة في المؤسسة وكذا لكفالة الأيتام ،كما تبرعت أحدهن بسلسلة وخاتم من الألماس ،وتم الإعلان عن بيعه بالمزاد لصالح الأيتام وتم بيعه لثلاث مرات حتى وصل قيمتهم 30 ألف دولار ،كما قدم رجل الاعمال حسن الكبوس "ساعته الشخصية" ليتم المزاد عليها وبيعها مرتين بمبلغ 20 الف دولار تعود ريعها لصالح الأيتام .وأعلن عدد من رجال الخير والاعمال والمنظمات الاسلامية والمسئولين المشاركين في الحفل تبرعهم بمبالغ مالية وعينية وكفالات أيتام .
وفي بداية الحفل قدمت مؤسسة اليتيم التنموية مفتاح المدينة الصناعية ،وقبل ذلك كان فخامة الجمهورية قد قام بافتتاح عدد من المصانع والورش الانتاجية التابعة للمدينة الصناعية لمركز رئيس الجمهورية لرعاية وتأهيل الأيتام .
حيث قام بافتتاح مصنع سولارتك للسخانات الشمسية بتكنولوجيا ماليزية وشراكة يمنية ، واطلع رئيس الجمهورية على انتاج المصنع والذي ينتج سخانات شمسية بدلا من الكهرباء أو الغاز، وحيث يعتبر هذا النظام، نظام غير ملوث للبيئة وذو طاقة متجددة ويعمل على ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية.
وينتج المصنع سخانات بأحجام مختلفة من سعة 85 لتر وحتى 320 لتر ويستخدم مثل هذا النظام في المنازل والفنادق والمسابح والمنشآت الحكومية والصناعية والمستشفيات والمجمعات السكنية والمناطق البعيدة عن الطاقة الكهربائية، ويعمل في المصنع حوالي 500 شابا يجري تدريبهم وتأهيليهم في المجال الانتاجي والصناعي .
كما اطلع على سير عملية الانتاج والتدريب للشباب، حيث يقوم المصنع بإنتاج الأبواب والشبابيك والمطابخ والأدوات المنتجة من الألمنيوم وبجودة عالية، كما يتيح المصنع للشباب الأيتام في مركز رئيس الجمهورية لرعاية وتأهيل الأيتام الفرصة للتأهيل واكتساب المهارات التدريبية في المجال الصناعي .