قبيله الكرب

قبيلة الكرب ذات شهرة واسعة في هذه الصحراء،
لايدانيها فيها سوى جارتها (الصيعر) ويأتي اسمهما دائماً مقروناً بأسم (الكرب والصيعر) حتى يخيل الى السامع أنهما قبيلة واحدة. ولعلك تستغرب إذا عرفت أن الكرب هذه فرع من قبيلة أكبر منها تدعى (باحيان) ولكن لايكاد يسمع احد بباحيان هذه، وأن باحيان فرع من قبيلة كبرى تملأ حضرموت، تدعى (بلْعُبَيد) بني العبيد، ولها نظائر عند العرب مثل: بلحارث، وبلقين، وغيرها. ويؤكد نسابو اليمن وحضرموت وعلى رأسهم السيد علوي بن طاهر الحداد العلوي النسابة المؤرخ -يرحمه الله- ان بلعبيد هذه من كندة(35)، ولم اجد فيما بين يدي من كتب النسب من ذكر (الكرب) ولا باحيان. إنما أورد الهمداني شيئا قد يستأنس به عن (عُبيد) سنذكره في اول الحديث عن فروع الكرب وبما أنه من المجزوم به ان الكرب من كندة، أردت إعطاءك لمحة سريعة عن نسب كندة وديارها لتكون لديك فكرة عمن تقرأ عنه (الكرب) ولالحاق المعاصر بتراثه.
قال الهمداني(36): قال علماء الصعديين(37) واصحاب السجل القديم سجل ابن أبان: ان مرتع بن معاوية بن كندي بن عفير أولد ثورا وهو كندة ومالكا (الصدف).
وفي "نهاية الارب”(38): كندة قبيلة من كهلان، وكندة هذا ابوهم واسمه ثور. تقيم في هذا الوادي وعلى جنباته، يسيل هذا الوادي من سراة غامد على قرابة مائتين وثلاثين كيلا جنوب الطائف: ثم ينحدر شمالا شرقيا كسابقه، وأعلاه لغامد، ثم يسمى الأملح، لآل عمير من سبيع ثم يسمى رنية مرة ثانية وفيه الروضة بلدة هي قاعدة إمارة سبيع في هذه الناحية، وتقع الروضة شرق بلدة تربة البقوم على خط مستقيم، وتقع تربة البقوم شرق الطائف على خط مستقيم ايضا. وعلى قرابة (150) كيلا رأسيا. فإذا تجاوز وادي رنية بلدة الروضة عدل الى الشرق فأختلط مع مياه الخرمة (والخرم نهر بين الدورة والفداغية في فاو العراق) وبيشة في الفرشة. والفرشة: قاع واسع تحيط به الرمال المرتفعة كعرق سبيع من الشرق والشمال الشرقي، والمرتفعات من الجنوب والغرب، ولاتفيض مياهها أبدا، غير أن بعضهم قال: لو اجتاح المنطقة فيضان فلربما كسرت المياه دعوص هناك ثم ذهبت الى وادي الدواسر الواقع الى الشرق من هذه الفرشة، وعندما عرضت هذا القول على أحد الشيوخ من هذه المنطقة، قال: هذا أمر لم يحدث في عهدنا وماسمعنا به ممن كانوا قبلنا.
المرجع : كتاب بين مكة وحضرموت رحلات ومشاهدات لمؤلفه : عاتق بن غيث البلادي